قبل أن نفكر في نشر هذه السلسلة من المقالات التي نشرتها الكاتبة “شامة درشول” على صفحات موقع “البهموت”، كنا من قرائها ودفعنا إعجابنا بمضمونها وأسلوب كتابتها أن نستأذن الكاتبة في إعادة نشرها على صفحات “جريدة الهدهد”. وبقدر ما أحرجتنا بتلقائيتها وموافقتها دون أدنى تردد ودون حتى سابق معرفة، توجت رسالتها المقتضبة التي حملت إلينا موافقتها بدعوة جميلة تمنت فيها أن تكون سلسلتها فاتحة خير على موقعنا الفتي، وهذا ما نتمناه أيضا.. مع شكرنا وتقديرنا
ديفيد…؟
نعم..؟
كيف تعرفت علي؟
صديقي جاكي محلل الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، اتصل بي وقال لي أنصحك أن تتواصل مع السيدة شامة درشول فور الوصول إلى المغرب، ستساعدك كثيرا.
لكن لماذا ادعيت أنني جاسوسة، وأن المغرب من “زرعني في مكتبك؟” أليس من اتصل بك صديقك، وإسرائيلي، وفي الجيش؟
صمت مطبق…
حسنا… ألم تسأل نفسك يوما كيف تعرف علي جاكي؟ كيف لمغربية أن تكون لها علاقة بشخص في إذاعة الجيش الإسرائيلي؟
صمت مطبق….
حسنا… يبدو لي جليا أنك تريد أن تسمع الحكاية من أولها.. لكن قبلها أريد أن أعرف: ”لماذا بعثت اسمي إلى وزارة الخارجية الإسرائلية وطلبت منهم أن يضعوه في اللائحة السوداء بتهمة أني معادية للسامية؟ ولماذا فعلت هذا فور أن بدأت الكشف عن موقف إسرائيل من مغربية الصحراء، وبدأت أكتب عن أن علينا أن نتساءل أولا عن حجم تواجد البوليساريو في إسرائيل إن أردنا أن نعرف سر تلاعب إسرائيل مع المغرب في ملف الصحراء؟”
صراحة.. حاولت أن أضغط عليك بشتى الوسائل لكي تخرسي، وتكفي عن مضايقتي بما تكتبينه، لقد استطعت تأسيس شبكة علاقات جيدة وواسعة هنا في المغرب، لكنك كنت تدمرين كل ما أبنيه، وأنت أثرت موضوعا لم يكن أحد مهتما به، وهو أنه في الإعلان الثلاثي أمريكا من تعترف بمغربية الصحراء، وأن إسرائيل لا علاقة لها بهذا الاعتراف، الصراحة نحن لم نرد إغضاب الجزائر، تعرفين أن لدينا علاقات غير رسمية معها، ولا نريد إزعاجها، لكن أنت كشفت كل ما أخبرتك به، وأخرجته للعلن، وكان علي إخراسك بأي شكل..
حتى بالادعاء كذبا أني كنت على علاقة غرامية معك ونشر هذا بين الصحفيين المغاربة المقربين من مكتبك ودفعهم إلى التهجم علي في صفحاتهم الفيسبوكية؟
….لقد خشيت… لقد خشيت…
خشيت أن أكشف عن فضائحك وضعفك أمام النساء كما تسمي أنت التحرش؟
نعم… خشيت هذا.. جربنا كل الوسائل.. لقد شكوناك إلى وزير الخارجية ناصر بوريطة، وشكوناك إلى مدير مكتب الاتصال المغربي في إسرائيل عبد الرحيم بيوض، وجعلت مكتبي يتواصل مع رئيس الجالية اليهودية المغربية بأمريكا “شارل دحان” ليتحدث إليك، ويقنعك بالتوقف، وأرسل صديقا مقربا لك لكنك رفضت الصمت، وأصريت على الاستمرار في قتلي… قتلي؟ نعم… أنت من قتلني.. لا يعقل؟ كيف تكونين أنت من قتلني وأنت من سيخبرني بمن قتلني..؟؟؟؟
ديفيد؟ لقد أخبرتك منذ البداية أن عملية قتلك بدأت قبل أن تطأ أرض المغرب، هي قصة طويلة، لكني سأبدأ بالقصة القصيرة، وقبلها أريد أن أسألك مرة أخرى… هل تعرف كيف التقينا أنا وجاكي؟ وأريد أن أسألك سؤالا آخر: ”هل تساءلت يوما لماذا جاكي يثق بي؟”.
لقد تساءلت فعلا، لكني لم أجد جوابا، أذكر فقط أن جاكي اتصل بي يوم اختلفنا على تغريدة العثماني وكتبت في صفحتك على فيسبوك “أن المغرب سيرد على تغريدتي بفتح سفارة إيرانية هنا”، لقد أغضبني تعليقك، ولم أفهم لم جاكي لم يغضب مثلي، بل لماذا اتصل بي وطلب مني أن أعتذر منك وحين قلت له ليس الآن أنا غاضب جدا منها، أجابني: ”قد تصلح أمورك مع العثماني لكن إن لم تصلح مع شامة سوف تسبب لك المشاكل”.
هذا هو الخطأ الذي ارتكبته، أنك اعتبرته أمرا شخصيا، ولم تنتبه أن إرسالك إلى المغرب لم يكن للنزهة كما اعتقدت، ولا كان البلد الذي تنتقم فيه من مصر، لذلك سأبدأ بالقصة القصيرة، وبعدها سأخبرك كيف انطقلت عملية قتلك، ولماذا؟ يبدو أنك يا ديفيد ستكون أنت أول جثة تستيقظ من موتها لتبحث مع المحقق عن قاتلها ههههههه…. قد تكتشف أنك أنت من ارتكبت الجريمة في حق نفسك، وقد يكون المغاربة قتلوك يوم قالوا لك “الدار دارك”، وقد يكون المخزن من قتلك يوم قابل كل أخطائك بالصمت، واعتقدت أنهم عاجزون عن فعل أي شيء لإيقافك، ولم تنتبه أنهم تركوا لك مجال الخطأ ليوظفوا أخطاءك فيما بعد وفيما يخدم مصلحة بلدنا.. أتذكر يوم نبهتك أن تغريدتك ضد العثماني لن تمر مرور الكرام بماذا أجبتني؟
نعم أذكر.. أذكر جيدا… ويا لي من غبي
قلت لي بالحرف: ”سوف أفعل أكثر من هذا”.
نعم قلتها… لقد قالوا لي إن اليهود في المغرب لهم نفوذ كبير، واعتبرت نفسي محميا، أنا إسرائيلي، أنا سفير، أنا لدي حصانة، أنا قوي، لقد قالوا لي الدار دارك، أنا في داري، أنا يمكنني أن أقول ما أريد، ويمكنني أن أهاجم من أريد، ومتى أريد..
وهذا ما فعلته.. عينت نفسك سفيرا دون أي احترام للمواثيق الدولية، ولا للبلد الذي استضافك، ودون حتى أن تقول إن اسمك في بيان وزارة الخارجية الإسرائيلية وصفك ب”مدير البعثة الدبلوماسية” بدل مدير مكتب الاتصال، وأنت غردت كذبا وقلت إنك عينت سفيرا في المغرب، وتعرف جيدا أنك لتعين سفيرا عليك تقديم أوراق اعتمادك أولا، وفي حالتك لا يمكن، لأن المغرب لم يرفع بعد التمثيلية الدبلوماسية إلى مرتبة السفارة، وأنه يربط السفارة بالعودة إلى المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين… هل تذكر كل هذا؟
نعم أتذكر…
هل تذكر أيضا أنك لم تتوقف هنا، وأن ما فعلته هو إهانة مقصودة للملك، وللدولة المغربية، ولشعب هذا البلد… بل إنك أياما بعد تغريدتك هاته خرجت في حوار صحفي مع الوكالة الإسبانية وقلت “إن المغرب عليه أن يعود إلى المفاوضات” اعتقادا منك أنك ترد على إصراره على عودة إسرائيل للمفاوضات مع الفلسطينيين؟؟؟؟؟؟؟
كنت أحاول فقط أن أضغط لأن الأمور في المغرب كانت تمشي ببطء شديد وفجأة توقفت ولم تعد تمشي نهائيا.. حاولت جس النبض… وإغضابهم، ليردوا علينا ومن ردهم نعرف ما يخططون له…
ولم تجد غير ملف الصحراء لتجس به نبض الدولة والشعب في المغرب؟
يا لك من جثة غبية!!!
يتبع…
شامة درشول: مديرة MCA للتحليل والتخطيط الاستيراتيجي، باحثة في الإعلام القوة الناعمة والخدمات العسكرية غير المسلحة، خبيرة في الشؤون الإسرائيلية، محاضرة دولية في قضايا الإعلام، ضيفة على قنوات دولية لتحليل الخطاب الإعلامي والسياسي في المنطقة العربية.