همت موجة من الخوف والرعب جل مناطق المغرب ليلة الجمعة صبيحة السبت بسبب هزة أرضية أحس بها المواطنون بكل من الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس وعدد من المناطق، في حين حدد مركزها بجماعة إيغيل بإقليم الحوز.
وحسب آخر حصيلة لوزاة الداخلية، فقد ارتفعت حصيلة ضحايا الهزة إلى 820 وفاة و672 إصابة، من بينها 205 إصابات خطيرة حسب بلاغ لوزارة الداخلية. وتناقلت مواقع التواصل نداءات الاستغاثة في المناطق القريبة من مركز الهزة، خاصة بمراكش وأكادير وتارودانت، إضافة إلى بث صور وفيديوهات عن الخسائر التي أحدثتها الهزة.
وقضى العديد من المواطنين ليلتهم في شوارع المدن وأزقتها، خاصة بعد تداول أخبار غير مؤكدة عن إمكانية حدوث هزة أو هزات ارتدادية، وقد بلغ تأثير هذه الأخبار على نفسية المواطنين حد الهلع، خاصة وأن بعضها تحدث عن توقيت هذه الهزات الارتدادية، حُددت في ساعة أو ساعتين بعد الهزة الأولى، وتحدث آخرون عن احتمال وقوع هزات ارتدادية بين الثالثة والرابعة من صبيحة يوم السبت.
وأعاد الكلام عن هذه الاحتمالات تنبؤات عالم الزلازل الهولندي رينوس فليتشر الذي تحدث في وقت سابق على موقعه على الأنترنت عن احتمال وقوع زلزال بقوة 7 درجات أو أكثر في المغرب، أسابيع قبل هذه الهزة.
وتثير تنبؤات فليتشر نقاشا على مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك أنه ما فتئ يؤكد على إمكانية التنبؤ بوقوع زلازل وتحديد مواقعها، خاصة وأنه يعتمد في ذلك على تحليل بيانات تاريخية وحركات الصفائح التكتونية في المنطقة، وهو ما ينفيه علماء الزلازل الذين يؤكدون أن التنبؤات بحدوث زلازل لا تكون دائما دقيقة رغم أنها يمكن أن تساعد في توعية السكان بمخاطر الزلازل واتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهته والتقليل من مخاطره.
وتعامل علماء الزلازل مع تنبؤات العالم الهولندي بحذر، معتقدين أن الزلزال كان غير مرجح.
وينتاقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي تنبؤات رينوس فليتشر وكلهم قناعة بصحتها، خاصة أن الواقع أكد بعضها في مناسبات سابقة حول زلازل في مناطق مختلفة من العالم.
ويذكر أن المغرب يقع في منطقة نشطة زلزاليا، حيث تلتقي صفيحتان تكتونيتان، هما الصفيحة الأفريقية والصفيحة الأوراسية، في المنطقة. تؤدي حركة هذه الصفائح إلى حدوث الزلازل. وللمغرب تاريخ مع الزلازل، إذ ضرب زلزال كبير مدينة أكادير سنة 1960 مخلفا دمارا وضحايا في الأرواح بلغت 150000 شخص، وقد أعيد بناء المدينة بالكامل بعد هذا الحادث، لذاك تلقب بمدينة الانبعاث.
وضرب زلزال منطقة الحسيمة سنة 2004 بلغت قوته 6.3 درجات على مقياس ريختر. تسبب في مقتل أكثر من 500 شخص وتدمير المدينة. وفي سنة 2016 ضربت هزة أرضية بقوة 6.3 درجات على مقياس ريختر منطقة الحوز مخلفة مقتل 16 شخصا وتدمير عدد من المباني.